تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
الساعات الاخيره من حياه البابا كيرلس السادس
كيف بدا المرض يتسرب الى قداسه البابا كيرلس السادس؟
لقد كانت الاعباء كثيره على قداسته ......فعاش حياته كلها فى سهر و دموع و صلاه.......لم يعرف للراحه طعم......و كان لا يعطى راحه لجسده ....و مع كل هذا كان زاهدا جدا فى ماكله.حتى ان الطبيب المعالج كان يستعجب جدا و فى هذا قال د.يوسف منصور:"ان كميات الطعام التى كان يتناولها لا تكفى بحاجه جسم صبى صغير" و فى اثناء مرضه كان يصوم صوما انقطاعيا لا ياكل الا مره واحده عند الغروب .و فى ليالى الاعياد كان طعامه بعد صلاه قداس العيد.......لا يمكن ان يزيد باى حال من الاحوال عن طعام اصغر رهبان الدير، و يذكر شماسه الخاص ....انه فى احدى المرات نهض قداسته من سريره و كان يعانى من ارتفاع فى درجه الحراره و كانت حرارته 40 درجه ........و مع ذلك قام ليصلى التسبحه اليوميه و عندما رانى قلق قال لى :"ان الصلاه هى طريقى الى كل شئ" و بعدها مباشره انخفضت درجه حرارته.
لم يعد هذا الجسد قويا
هذا ما قاله قداسه البابا شنوده الثالث حيث يقول :"كان البابا كيرلس لا يعطى راحه لجسده و فكره .......لذلك ما ان مرت عليه ثمان سنوات فى البطريركيه الا و تكاثرت عليه الامراض و لم يعد هذا الجسد قوبا"كما كان فى اول عهده فالتير الشديد الذى تحمله البابا كيرلس كان عظيما وسط تجارب متنوعه و ضيقات كثيره ....امراض كان يتحملها فى صمت عجيب دون ان يشكو لاحد + كان المرض يهزه هزات تقلق الاطباء المعالجين ومع ذلك لم يتكلم.
+ كان يؤمن بان الله يستطيع ان يتدخل اكثر من الاطباء و يشفى اكثر من الدواء.
و ظل البابا كيرلس طيله حياته ساهرا على رعيته فى الصلاه........و دموع....و جهاد...و ظل على مدى اربعين عاما واقفا على المذبح فى القداس الالهى........و هذا ما اكده قداسه البابا شنوده حيث يقول:"لا يوجد فى تاريخ الكنيسه كله انسان مثل البابا كيرلس استطاع ان يقيم مثل كل هذه القداسات و لقد حاولت ان احصى عدد القداسات التى اقامها فى حياته فوجدت انه قد صلى ما يزيد عن 12 الف قداس.
الايام الاخيره
و هنا ننتقل الى الايام الاخيره فى حياه البابا كيرلس و كيف تسرب المرض لقداسته بعد هذه الحياه الحافله بالجهاد و الدموع لقد تسرب المرض لقداسته بعد ان كثرت عليه الاعباء الكثيره فى راسه الكنيسه......فاصيب بجلطه فى الشريان التاجى الامامى.
و قد صرح بذلك المقر البابوى فى جريده الاهرام الصادره فى 24 اكتوبر عام 1970م.
و كان لهذا الخبر اثر كبير جدا على كل ابناءه مسيحيين و مسلمين...........و بعد هذا الاعلان ارسل الرئيس انور السادات رئيس الجمهوريه نخبه من الاطباء المميزين برئاسه الفريق رفاعى كامل للسهر على علاجه و قد امر السيد وزير الصحه بتنظيم ثلاث نوبات من الاطباء الاخصائيين من معهد جراحه القلب و الصدر لمتابعه حالته ووضعت لقداسته الاجهزه التى يتطلبها العلاج و كان فريق الاطباء قد طلب منع الزياره منعا باتا حتى يستعيد صحته ......و بالفعل مرت هذه الازمه بسلام و قد اعلن الاطباء المشرفون عى العلاج ان البابا قد اجتاز تلك الازمه الطارئه ....و لكنه يحتاج للراحه مده اخرى و فى هذه الفتره كان مهتم بالسؤال عن قداسته كل ابناءه من الكنيسه القبطيه و جميع طوائف المسيحيه رافعين صلواتهم لله لكى يحفظ لهم راعيهم الامين.
اعباء كثيره
و بالرغم من تشديد الاطباء على الراحه التامه و عدم الزيارات الا ان البابا ظل ساهرا على رعيته .....فى تعب و جهاد وكان يستقبل زواره و هو فى عمق الالم ...........و مع كل هذا كان يستقبلهم بمحبه شديده ..و يسمع مشاكلهم و يصلى من اجلهم و مع تزايد هذه الاعباء تمكن المرض من شرايين القلب و هنا منعه الاطباء من الحركه.......بسبب تعرضه لازمات قلبيه شديده و عاد البابا مره اخرى للفراش وقد اشرف على علاجه مجموعه من الاطباء الاساتذه و كان من بينهم الدكتور ميشيل جرس الذى كان مقيم بالبطريركيه.
توديع احباءه
و فى هذه الفتره علم قداسه البابا بساعه رحيله و بدا يعد نفسه ليودع احباءه الذين عاش معهم بالجسد ......و كانت كل كلماته فى الفتره الاخيره كلمات وداع ....فلماذا اقول؟
انا مسافر و عايز اشوفكم
تقول احد الامهات الفاضلات:
ان قداسته البابا كيرلس قد اعتاد ان يلتقى بى و برئيسات الاديره كل يوم سبت و لكننا فوجئنا يوم الاثنين 8 مارس بقداسه البابا يتصل و يطلب ان يرانا يوم الثلاثاء 9 مارس وقد اردت ان اعتذر حرصا منى على صحته فقلت لقداسته.....اننا قد نلنا بركتكم يوم السبت و لكن البابا اصر قائلا:"انا مسافر و عايز اشوفكم"و عندما توجهنا لزيارته كرر نفس الكلام "يا اولادى انا مسافر"و عندما الحوا عليه اى جهه سيسافر اليها ؟ قال:"المكان الى هسافر له محدش يقدر يجى فيه دلوقتى...."لكن وديع سيخبركم به...و هنا بكت الام و عرفت انه سيسافر للسماء.
الرب يدبر اموركم
و فى نفس هذا اليوم استقبل قداسته خمسين زائر من ابنائه ،و كان من بينهم القمض يوحنا عبد المسيح راعى كنيسه العذراء بروض الفرج و كانت كلماته ايضا كلمات وداع .....و بعد ان باركهم قال لهم:"خلةا بالكوا من الكنيسه يا ولاد"و نظر لابونا يوحنا و قال "الرب يدبر اموركم".
هنسافر النهارده يا عزمى
و بعد لحظات دخل اليه عم عزمى ...قبل ان يدخل اليه د.ميشيل جرس المشرف على علاجه و كرر قداسه البابا نفس الكلام لعم عزمى السائق الخاص لقداسته و قال له :"احنا هنسافر النهارده يا عزمى يا بنى" فاعتقد عم عزمى ان البابا سيسافر لدير مارمينا فقال ل انت تعبان يا سيدنا اجلها يومين تلاته و لكن البابا كرر كلامه :"خلاص يا بنى هنسافر النهارده" فاجاب عم عزمى :امرك يا سيدنا و خرج و ذهب لمنزله ليعد حقيبه سفره و لم يفهم قصد البابا