هل الجبل الذي صُلب عليه السيد المسيح والذي
يُعرف بجبل الجلجثة، هو المكان نفسه الذي أوجد الله عليه الإنسان الأول وآدم؟
- للإجابة عن القسم الأول من السؤال، نُذكّر بقصة الخليقة الواردة في سفر التكوين من الكتاب المقدس، التي جاء فيها ما يلي: "وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها" (تكوين 2:5). وكما يعتقد بعض المؤرخين وعلماء الكتاب المقدس أن جنة عدن كانت تقع في بلاد ما بين النهرين، أي في العراق، وهذا طبعاً ترجيح يرتكز على ما جاء من وصف لموقع جنة عدن في الكتاب المقدس. فبناء على ذلك نستنتج أن آدم لم يُخلق على جبل الجمجمة أو الجلجثة الواقع في أورشليم، بل في جنة عدن. ولكن هناك تقليد يقول إن آدم دفن على جبل الجمجمة أو جبل الجلجثة، ولذلك سمى ذلك الجبل بهذا الإسم، وهو المكان نفسه الذي صُلب عليه السيد المسيح، ولكن هذا مجرد تقليد لا يؤيده الكتاب المقدس. ونلاحظ في بعض الأحيان رسوماً أبدعتها ريش الرسامين تصوّر المسيح معلقاً على الصليب. وعند قاعدة الصليب صورة جمجمة. ويُقال إن ذلك يشير إلى أن تلك الجمجمة تمثل جمجمة الإنسان الأول آدم، ويشير الرسم التقليدي بكامله إلى أن المكان الذي مات فيه الإنسان الأول آدم، الذي دخلت الخطية بواسطته إلى العالم، هو المكان نفسه الذي مات فيه آدم الثاني، أي المسيح البارّ، ليمحو إثم الخطاة بموته على خشبة الصليب.
[b]